من اشهر قصص الحب في التاريخ – قصة حب كثير وعزة قصة حب تاريخية
قصة حب كثير و عزة
اشتهرت قصص الحب عند العرب في القدم والكثير
سمع عن قيس وليلى، عنترة وعبلة، جميل وبثينة، لكن قصة حب كثير وعزّة لم تأخذ شهرة واسعة مثل غيرها من القصص بالرغم من
اهميتها الادبية والشعرية، وبالرغم من عُمقها ومدى ولع كثير بمحبوبته التي لم
يستطع الحصول عليها بالرغم من انها كانت تعني له الكثير.
تتشابه قصة الحب التي دارت بين كثير وعزّة مع
قصة الحب التي جمعت جميل وبثينة، من ناحية الشهرة الادبية والحب العذري، وعدم
التلاقي بين الحبيبين وانتهاء قصة الحب بتزويج الفتاة من رجل آخر خوفا" من
العار والفضائح والتزاما" بالعادات التي كانت تمنع تزويج الفتاة من الرجل
الذي احبها واعلن عن حبه لها.
من هو كثير
كثير بن عبد الرحمن الأسود الخزاعي، شاعر من
اهم شعراء العصر الأموي، من اهل المدينة، توفي والده وهو صغير، فقام عمه وهو رجل صالح برعايته
وربّاه في مرابع الإبل حتى يبعده عن الطيش والناس حيث خشي ان يسبب مشاكل مع الصبية
عندما علم انه سليط اللسان.
اللقاء الاول بين كثير وعزة
تتعدد الروايات حول اللقاء الاول للمحبوبين،
الا ان الرواية الاكثر تداولا" للقاءهما، ان كثير كان يرعى الغنم والابل التي
تخصه، وسأل بعض النساء عن اقرب مكان للماء يورد اليه الابل والغنم، فأرشدته احدى
الفتيات الى المكان، وكانت هذه الفتاة هي عزّة، ومنذ لقاءه بها أعجب بها وتحركت مشاعره تجاهها،
ونظم الشعر وتغزل بها عن طريق الاشعار، في ذلك الوقت كانت عزّة صغيرة السن ومن
كثرة هيامه بها وولعه لُقّبَ ب "كثير عزة"
عزّة بنت جميل بنت جميل بن حفص بن اياس
الغفارية الكنانية، كانت فائقة الجمال والحسن، حتى انها كانت تتميّز بفصاحة
الكلام، والكثير ممن التقى بها شهد على حُسنها.
ازداد ولع كثير بعزّة وقد برز ذلك في اشعاره
التي كان يكتبها ويتغزل بها بجمال عزّة ويصف شعوره نحوها، حتى انه اشتهر بين قومه
بهذا العشق القوي، وعندما علم اهلها بذلك غضبوا، وسارعوا الى تزويجها خوفا"
من الفضائح
ان علاقة الحب بين كثير وعزّة كانت علاقة حب عذري،
حيث كان حبه لها عفيفا"، ليس له اي ميل جسدي نحوها.
جرت العادة عند العرب في ذلك الوقت على عدم
تزويج الفتاة من الشخص الذي احبها واعلن ذلك الحب، لان ذلك يجلب العار للفتاة، كما
كانت تلك العادة نوع من معاقبة العشاق لاعتبارهم ان الحب منافٍ للقيم والاخلاق،
فكانوا يعملون على تفريق العشاق حتى يكونون عبرة لغيرهم.
بعد زواج عزّة سافرت مع زوجها الى مصر، عند
ذلك أصاب الألم قلب كثير وحزن حزنا" بالغا" على فراق عزّة ولم يجد سوى
الاشعار طريقة للتعبير عما يحصل بداخله من ألم وفقدان.
ذكر كثير عزّة في أشعاره التي كانت تعبر عن
احساسه المرهف وموهبته الشعرية، وكان يسميها ب "أم عمرو" او الضّميرية، نسبة
الى بني ضمرة بن بكر من كنانة.
ان فراق عزّة لم يكن نهاية للحب، بل بداية للابداع
الشعري، الذي دفعه الى السفر الى مصر ليكون بجوارها لو حتى من بعيد.
حقيقة حب كثير – الشكوك حول حقيقة حب كثير لعزّة:
هناك شك في حقيقة حب كثير لعزّة حيث هناك بعض
الروايات التي تقول ان هناك ادعاء في حب كثير لعزّة، حيث ان شعراء البادية اعتادوا
ان يتخذوا حبيبة لهم يشتهرون بها من خلال التغزل والعشق والشغف،
لكن هذا لا ينفي ان "كثير" شاعر
غزل من الدرجة الاولى، ومن اعظم شعراء العصر الأموي، حتى لو كان مدعيا" في
حبه، الا انه بقي وفيا" لهذا الحب ومخلصا" حتى مماته وان كان على الورق
فقط.
هل أحبت عزّة كثير:
تقول الروايات ان عزة أحبت في كثير قوله
الحسن فيها، وغزله، انما لم تكن تعشقه او تريده، لكن شأنها شأن باقي النساء في
عصرها، كانت تحب ان يُقال بها الشعر، وذلك حبا" بالشهرة، وتقول الروايات انه
كان يطيب لها ان تعبث به دائما" ما دفع للاعتقاد انها كانت تبادله هذا الحب
الذي رواه في اشعاره.