تدريب
النفس على الاستقلالية يسعد الروح – الاستقلالية اساس الحياة السعيدة
اذا اردت ان تبني شخصيتك بطريقه مميزة تجعلك
انسانا" مستقلا" وفي نفس الوقت انسانا" سعيدا" ، يمكنك ان
تبدأ في اي وقت وفي اسرع وقت .
الاستقلالية هي هيكل تنظيمي يبنيه الفرد
بقدراته ويطوره بامكانياته ، ليكون الطريق الذي يوجهه نحو الافضل .
لتكون انسانا" مستقلا" ليس بالامر
الصعب طالما اتخذت القرار .
هناك انواع من الاستقلالية ، وكلها ترتبط
ببعضها وتتلاقى في مكان ما .
تتعدد الاستقلالية الفردية :
الاستقلالية المادية :
الاستقلالية المادية هي اعتماد الفرد على نفسه
في معيشته ، وللوصول الى هذه الاستقلالية هناك المرحلة التعليمية ، والمرحلة
التخصصية ،
خلال المرحلة التعليمية يكتسب الفرد التعليم
الاساسي من القراءة والكتابة الى الثقافة المدرسية ، وبعد ذلك ينتقل الفرد الى
المرحلة التخصصية ، في هذه المرحلة يقرر الفرد نوع المهنه التي يريد الخوض بها
لتلازمه خلال حياته ، من المهم خلال هذه المرحلة اختيار الفرد للمهنه التي يحبها
والتي يجد متعة بها تجعله يطور نفسه دائما" ولا يشعر بالملل خلال ممارستها ، لان
اختيار المهنه بناء" على مردودها المالي سيجعل الفرد يشعر بالرتابة على المدى
الطويل وهذا الشعور سيولد لديه شعورا" بالكآبة تنعكس سلبا" على حياته
العاطفيه والاجتماعية والعائلية .
وعند الانتهاء من المرحلة التخصصية تبدأ
المرحلة المهنية ، هذه المرحلة تحتاج الى الوقت والجهد الكثير ، والمثابرة ، لان
اليأس في محاولة الوصول الى الاستقلال سوف يجعلك تخسر الكثير .
الاستقلال المادي يكون في اعتماد الفرد على
نفسه في جميع اموره المادية الى مرحلة تجعله قادرا" ان يساند غيره في امورهم
المادية .
ان العمل على تطوير الذات المهنية والتخصصية
بشكل دائم و مستمر حتى خلال ممارسة المهنه ووجود مردود مالي ، هو الطريق لجعل
الذات في حالة اكتفاء نفسي و روحي .
الاستقلالية الفكرية :
مبدأ الاستقلالية الفكرية متشعب وواسع الا انه
بالمختصر يندرج في اطار اعتماد الفرد على نفسه في مواقفه وقراراته ، ويعتبر من
المبادئ الاساسية للاستقلالية ،
ان اعتماد الفرد على نفسه في اتخاذ القرارات
وفي المواجهه و التصرف بالمواقف التي تصادفه هو اساس الاستقلال الفردي ، وهذا
الاستقلال يدل على قوة شخصية الفرد وجرأته و ايمانه بأفكاره و معتقداته التي على
اساسها قد اتخذ القرار او الموقف .
ان ابتعاد الفرد عن آراء المحيطين و وجهة
نظرهم هو خط البداية لبناء مواقف واضحة ومحددة تجاه كل الامور التي تصادفه .
الاستقلالية العاطفية :
هذا النوع من الاستقلالية لا يوليه الفرد
الكثير من الاهتمام ، حتى ان الغالبية لا يعلم ما هو هذا النوع من الاستقلال ، لكن
هذا الاستقلال الروحي يلعب دورا" اساسيا" في الاستقلال الفكري و المادي
.
ولتكوين هذا النوع من الاستقلال يحتاج الفرد
ان يدرب نفسه ان لا يتأثر بآراء ومواقف المحيطين حوله .
اعتاد الافراد في المجتمع على التدخل في حياة
و خصوصية المحيطين بشكل تلقائي ، الامر الذي بات يشكل خطرا" نفسيا" على
حياة الافراد ، لان هناك الكثير من الاشخاص للاسف تتأثر بالاجواء المحيطة بطريقة
تنعكس سلبا" على حياتهم و قراراتهم .
الخطوة الاولى للاستقلال العاطفي تبدأ بتجاهل
ما يدور حولنا من اراء ومواقف ، يجب ان يكون قرارنا و موقفنا نابع من افكارنا و
اعتقاداتنا و قناعاتنا الخاصة بغض النظر عن موقف الاخرين من هذا القرار او الموقف
.
وهذا التجاهل يبدأ من داخل المنزل ، فحتى
يكون موقفك نابع من ذاتك ، لا تتاثر بآراء المجتمع المحيط بك قبل اتخاذ الموقف او
القرار ، ولا تتاثر بموقفهم من قرارك الذي اتخذته طالما انت مقتنع به .
ان الاستقلال لا يكون بنوع واحد فقط ، انما
هو مجموعه مفاهيم تكتمل مع بعضها لتبني شخصية الفرد بطريقة متناسقة منطقية وهذا
التكامل يولد طاقة ايجابية في نفسية الفرد ، تجعله متصالحا" مع نفسه ،
قادرا" على تطوير ذاته فكريا" و ثقافيا" و مهنيا" .
ان الاستقلال الفكري و النفسي الروحي يجعله
قادرا" على العطاء في مجتمعه ، سواء من ناحية المشاركة اجتماعيا" في
تطوير المجتمع كالمشاركة في نشر الثقافة او المساعدة في نشاطات اجتماعية هدفها
تمكين الافراد من تطوير نفسهم و ذاتهم .
ان الاستقلال يجعل الروح تعيش في هدوء نفسي ينعكس
ايجابا" على سعادة الفرد في حياته.